لم أفهم كيف للاعب بإمكانيات وقدرات حسني عبد ربه أن يلعب الكرة
للمال فقط، شاب في السابعة والعشرين من عمره ولا يريد أن يحقق أي انجازات
شخصية مكتفياً بما حققه في السابق.
حيث يبدو أن عبد ربه قد اكتفى بالفوز ببطولتي أمم أفريقيا
والمشاركة في قهر ايطاليا و"المعافرة" مع البرازيل في كأس العالم للقارات
ليظن أنه بذلك قد حقق كل ما يرضي لاعب كرة القدم.
كرة القدم في الأساس مبنية على الطموح والدوافع، وليست فقط
أموال بالملايين يحصل عليها شباب قبل وصولهم لعامهم الثلاثين، وبصراحة لم
أكن أظن أن عبد ربه سيتعامل مع كرة القدم بالشكل المادي البحت الذي يتعامل
به الأن.
أتذكر جيداً كيف أن كل مصر عرفت أن هناك لاعباً فذاً في الطريق
للملاعب المصرية منذ عام 2003، حينما تألق عبد ربه مع منتخب شحاتة للشباب،
ثم جاء ابداع اللاعب مع الاسماعيلي ثم مع المنتخب في كأس أفريقيا 2008
ليؤكد تلك النظرية، ولكن الأن يسير اللاعب في طريق مختلف.
فأفضل لاعب في أفريقيا عام 2008 رفض الانضمام لنادي الزمالك
رغم أن النادي الأبيض قدم له عرضاً خرافياً في وقت لا تعرف فيه الادارة كيف
تدفع مستحقات لاعبيها .. ستة ملايين جنيه في الموسم، إنه رقم لا يحصل عليه
أبو تريكة نفسه في الأهلي!
ولكن عبد ربه طلب سبعة ونصف مليون جنيه في الموسم، أي أن عبد
ربه يريد أن يحصل على ما يقرب من 1,3 مليون دولار في الموسم، وهو رقم لا
يحصل عليه ولا يستحقه أي لاعب مصري.
وجاء تعنت عبد ربه في الوقت الذي يظهر فيه الزمالك في ثوب
جديد، تشعر أن الزمالك مع شحاتة ومع الصفقات التي أبرمها يسير على الطريق
الصحيح، وربما لو انضم عبد ربه للقافلة البيضاء لأصبح الزمالك فريق شبه
مكتمل.
ولكن عبد ربه رفض العرض الزملكاوي، وأظن أن جزء من رفضه يرجع
الى خوفه من عدم حصوله على مستحقاته في الزمالك، وتلك أصبحت تهمة لا يمكن
لنادي الزمالك نفيها، ولكن لم يكن من المنطق أن يكون رفض عبد ربه لعرض
الزمالك دافعه الأموال فقط.
كنت أظن أن عبد ربه يعرف أن صيت الزمالك واسمه وكرة القدم التي
يلعبها أفضل ألف مرة من الغنى الذي قد يحصل عليه من الانتقال للخليج لأنه
ذاق طعم الكرة في أهلي دبي، وعرف كيف يمكن للاعب الكرة أن ينسى الكرة من
أجل الحصول على الملايين في الخليج، ولكن يبدو أن عبد ربه قرر أن يمسح اسمه
من سجلات نجوم الفراعنة من أجل المال .. خسارة!